خرافات شائعة عن الحمل

5 خُرافات خاطئة عن الحمل يجب أن تعرفيها

يعد الحمل أحد أجمل وأهم الفترات التي تمر بها المرأة، ولكنه في الوقت ذاته يثير الكثير من الأسئلة والمخاوف. بسبب هذا، تنتشر الكثير من الخرافات والمعلومات المغلوطة حول فترة الحمل، ما يجعل الأم المستقبلية في حيرة حول ما هو صحيح وما هو خطأ. من هذه الخرافات ما يؤثر على صحة الأم والجنين، وبالتالي من المهم تفنيد هذه الأفكار وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الحمل. في هذا المقال، نستعرض خمس خرافات شائعة عن الحمل ونوضح الحقائق العلمية التي تكشف عن صحتها.

الخرافة الأولى: “إذا كنتِ حاملًا ببنت، فستكون لديكِ تغيرات جلدية كثيرة”

من المعتقدات الشعبية المنتشرة بين النساء أن الحمل ببنت يؤدي إلى مشاكل جلدية مثل ظهور حب الشباب وزيادة الدهون على البشرة. بينما يشير البعض إلى أن هذا بسبب هرمونات الأنثى التي يتم إنتاجها بكثرة أثناء الحمل، إلا أن هذا غير دقيق من الناحية العلمية.

الواقع هو أن التغيرات التي تحدث في البشرة خلال الحمل مرتبطة بعوامل متعددة، مثل الهرمونات التي يفرزها الجسم لمساعدة الجنين على النمو. على سبيل المثال، هرمون البروجسترون يعمل على تحفيز الغدد الدهنية في البشرة، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور حب الشباب في بعض الحالات. لكن هذه التغيرات لا تقتصر على الحمل ببنت فقط، بل يمكن أن تحدث أيضًا في الحمل بولد.

من المهم أن تتبع الحامل نظامًا غذائيًا متوازنًا وترتدي منتجات العناية بالبشرة التي تناسب نوع بشرتها لتجنب هذه المشاكل. كما أن هذه التغيرات الجلدية لا تدوم طويلاً، وتختفي عادةً بعد الولادة.

الخرافة الثانية: “الحمل في الأشهر الأولى يجب أن يكون مريحًا ولا يجب ممارسة أي نشاط رياضي”

من الخرافات الشائعة التي يصدقها البعض أن على المرأة الحامل التوقف عن ممارسة الرياضة في الأشهر الأولى من الحمل خوفًا من الإجهاض أو تعرض الجنين لأذى. في الواقع، يعتبر النشاط البدني المعتدل والمناسب أثناء الحمل من الأمور التي تساهم في تحسين صحة الأم والجنين.

تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي أو السباحة، يمكن أن تعزز الدورة الدموية، وتقلل من التوتر والقلق، وتحسن النوم، وتزيد من مستويات الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في تقليل خطر الإصابة بمشاكل مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم.

ومع ذلك، يجب على الحامل استشارة طبيبها قبل بدء أي برنامج رياضي، وتجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى الإصابة أو الإجهاد الزائد. يمكن للطبيب توجيه الحامل إلى التمارين المناسبة حسب حالتها الصحية.

الخرافة الثالثة: “إذا كنتِ حاملًا، يجب عليكِ تناول الطعام لشخصين”

قد تكون هذه الخرافة واحدة من أكثر المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول الحمل. يعتقد الكثيرون أنه من الضروري تناول الطعام لشخصين أثناء الحمل وأنه يجب زيادة كميات الطعام بشكل كبير. ولكن في الحقيقة، يحتاج الجنين إلى سعرات حرارية إضافية، إلا أن الكمية ليست كبيرة كما يعتقد البعض.

في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لا تحتاج الحامل إلى زيادة كبيرة في السعرات الحرارية. وفي الأشهر الوسطى من الحمل (من الشهر الرابع إلى السادس)، يمكن أن تكون الزيادة في السعرات الحرارية من 300 إلى 350 سعرًا حراريًا إضافيًا يوميًا. أما في الأشهر الأخيرة، يمكن أن تصل الزيادة إلى 450 سعرًا حراريًا.

والأهم من ذلك هو نوعية الطعام الذي يتم تناوله، حيث يُنصح بتناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي تدعم نمو الجنين، مثل البروتينات، الفيتامينات، والمعادن مثل الكالسيوم والحديد. تناول الطعام الصحي والمتوازن هو المفتاح للحفاظ على صحة الأم والجنين.

الخرافة الرابعة: “المشي في الأشهر الأخيرة يسهل الولادة”

يعتقد الكثيرون أن المشي خلال الأشهر الأخيرة من الحمل يمكن أن يساعد في تسريع عملية الولادة. بينما لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه الفكرة، إلا أن المشي يمكن أن يكون مفيدًا للحامل بطرق أخرى.

المشي يساعد في تحسين الدورة الدموية، ويقلل من التورم والانتفاخ الذي قد يصيب القدمين والكاحلين. كما يساعد في تقوية العضلات التي ستساعد أثناء عملية الولادة. ومع ذلك، لا ينبغي أن يُعتقد أن المشي هو العامل الحاسم في تسريع الولادة.

إذا كانت الحامل في مرحلة متقدمة من الحمل وتبدأ في الشعور بانقباضات أو ألم في الظهر، فيجب عليها التوقف عن المشي وطلب المشورة الطبية. من الضروري أن تستمع الحامل إلى جسدها وتلتزم بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بأي نشاط بدني.

الخرافة الخامسة: “إذا كنتِ تعانين من غثيان الصباح، فذلك يعني أن الجنين سيكون بصحة جيدة”

غثيان الصباح هو من الأعراض الشائعة التي تشعر بها العديد من النساء في الأسابيع الأولى من الحمل، وهو ناتج عن التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. وعلى الرغم من أن غثيان الصباح يمكن أن يكون مزعجًا، إلا أنه لا يرتبط دائمًا بصحة الجنين.

في الواقع، لا يعد غثيان الصباح مؤشرًا قاطعًا على صحة الجنين. قد يعاني بعض النساء من غثيان شديد طوال فترة الحمل، في حين أن أخريات قد لا يشعرن بأي غثيان على الإطلاق.

الحقيقة هي أن غثيان الصباح يُعتبر من الأعراض الطبيعية التي تحدث نتيجة لارتفاع مستويات هرمونات الحمل مثل HCG (هرمون الحمل). في بعض الحالات، قد يكون غثيان الصباح علامة على حدوث حمل طبيعي وصحي، ولكن في حالات أخرى، قد يتطلب الأمر استشارة الطبيب إذا كان الغثيان شديدًا جدًا أو إذا كان يؤثر على قدرة الحامل على تناول الطعام والشراب.

الخلاصة

من الضروري أن تتجنب الحامل الوقوع في فخ الخرافات حول الحمل، وأن تستعين بالمصادر العلمية والطبية الموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة. كل حمل هو تجربة فريدة، والعديد من التغيرات التي تحدث خلال هذه الفترة هي جزء من عملية طبيعية وجميلة. من المهم دائمًا استشارة الطبيب المختص لتوجيهك بشكل دقيق وفقًا لحالتك الصحية وحملتك.